لماذا لا يجب الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي فقط للتسويق لنشاطك التجاري

تجنب الضربه القاضيه بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي

مع وجود ما يقارب 4.48 مليار مستخدمٍ للشبكات الاجتماعية المختلفة حول العالم، شكّلت هذه الشبكات قوّةً هائلةً لا يمكن لأحدٍ إنكار دورها في التسويق للأعمال والترويج للمنتجات والعلامات التجارية، ما دفع الكثير من أصحاب الأعمال إلى بناء استراتيجياتٍ تسويقيّةٍ كاملةٍ محورها مواقع التواصل الاجتماعي فقط.

إذاً إليك الأسباب التي تجعل من الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعي فقط للتسويق لعلامتك التجارية مخاطرةً كبيرة.


رهن وجودك الرقمي بمنصّات لا تملكها

مهما بلغ عدد متابعيك على منصات التواصل الاجتماعي أو كمية الأموال التي استثمرتها في التسويق لعملك عليها، وحتى عدد العملاء القادمين من تلك المواقع أو الأرباح التي جنيتها، فستبقى مستخدماً عادياً لتلك المنصات دون امتلاك أي سلطةٍ أو تحكّمٍ  بها. قد لا تبدو تلك فكرةً سيئةً للوهلة الأولى، لكنك مُعرّضٌ في أي لحظة لخسارة تواجدك على أحد تلك المنصات لأسبابٍ مختلفةٍ قد تكون الحظر أو فقدان الوصول إلى حسابات علامتك التجارية. وهذا حدث مع الكثيرين.  قد تخرج أيضاً تلك المنصات بشكلٍ كاملٍ ومفاجئٍ عن الخدمة كما حصل مع فيسبوك وانستقرام منذ بضعة أيامٍ، وأيضاً خروجه عن الخدمة في 13 مارس 2019 مسبباً حرمان عشرات الآلاف من أصحاب الأعمال من التواصل مع عملائهم أو متابعيهم وخسارة ملايين الدولارات في ساعاتٍ قليلة. قد تبدو تلك مشاكل نادرة الحدوث، لكنها قد تسبب لك خسارةً كبيرةً في العملاء أو الأرباح أو حتى خسارة تواجد علامتك التجارية الرقمي بشكلٍ كاملٍ إن لم تكن تملك خطةً بديلة.

تُنسى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي بسهولة

يتفاعل المستخدمون مع منشورات وسائل التواصل الاجتماعي خلال فترةٍ قصيرةٍ فقط من النشر، وغالباً ما تُنسى خلال أيامٍ قليلةٍ فقط من نشرها، كما أنها غالباً ما تبتعد عن المواضيع الرائجة حالياً خلال اسبوعٍ أو اثنين فتفقد صلتها بالوقت الحاضر وبالتالي تفقد أهميتها. أما المنشورات التي تستمر بالحصول على تفاعل على المدى الطويل فهي تكاد تُعد على أصابع اليد الواحدة.

تقليل نسبة الوصول الطبيعي لعلامتك التجارية

من المعروف أن الخوارزميات هي من تتحكم بوصول المنشورات إلى المتابعين واقتراح منشوراتٍ تراها مناسبةٍ لهم بناءً على اهتماماتهم بالدرجة الأولى وليس على نتائج بحثهم كما في محركات البحث، ولا يُخفى على أحدٍ أنه لا بد من إنفاق المزيد من النقود للترويج لمنشوراتك لتحقيق وصولٍ أكبر. وبينما قد لا تواجه الشركات الكبيرة مشكلةً في الترويج المدفوع، قد يشكل ذلك عائقاً أمام نمو الأعمال متوسطة الحجم التي لا تسمح ميزانيتها بإنفاق المزيد من المال على التسويق، خصوصاً أن الوصول إلى المزيد من المتابعين لا يعني بالضرورة الحصول على المزيد من العملاء.

خصوصية المستخدمين


ومع تحديثات أبل التي تركز على خصوصية المستخدمين، تلك التحديثات التي تمنع برامج التواصل الاجتماعي من جمع معلومات عن المستخدمين، صارت عملية الاعلانات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أقل فعالية.

إقرأ.. كيف سوف يؤثر تحديث IOS على الإعلانات

الحل – لا تضع كل البيض في سلة واحدة

الحل الوحيد لضمان عدم تحولك إلى رهينة فشلٍ تقنيٍّ جديد لفيسبوك / انستقرام أو لأي منصة تواصل اجتماعي أخرى أو حتى تغيير خوارزمياتها لإجبارك على إنفاق المزيد للوصول إلى عُملائك هي بتطبيق استراتيجيات تسويق متعددة.
يمكنك على سبيل المثال وضع نشرةٍ بريديةِ  إلى جانب الخطة التسويقية إذا كان مجال أو طبيعة الخدمات التي تقدمها قادراً على الاستفادة من الوصول المباشر إلى العملاء الذي تؤمنه النشرات البريدية.

 فكّر أيضاً باستغلال منشورات وسائل التواصل الاجتماعي لتوجيه عملائك إلى موقعك الرسمي لتعويدهم على البحث عن منتجاتك وخدماتك من الموقع مباشرةً، أو اتخاذ قرارات الشراء أو التواصل عن طريق صفحاتٍ مخصصة لذلك. 

أبد اهتماماً كبيراً أيضاً بمحتوى موقعك الرسمي لزيادة الوصول إليه عن طريق عمليات البحث الطبيعية، فعلى عكس منشورات مواقع التواصل التي ذكرتُ سابقاً أنها تفقد قيمتها في غضون أيام، تستمر المقالات التي تنشرها على موقعك الرسمي في جلب مئات المشاهدات حتى بعد سنواتٍ من نشرها.

والأهم من كل ذلك، هو بناء علامة تجارية يسهل تذكرها تركز على تقديم تجربة عميل  لا ينساها. 


 وهذا لا يكفي.