تعيش صناعة التسويق تحولات سريعة ومتسارعة مع تقدم التكنولوجيا وتغيّر سلوكيات المستهلكين. في عام 2024، نتوقع أن تشهد اتجاهات التسويق تطورًا مهمًا يتضمن التسويق الأخلاقي وتشجيع المنتجات والخدمات التي تحترم البيئة والمجتمع. من المتوقع أيضًا ازدياد الاعتماد على تحليل البيانات بشكل أكبر في عام 2024، حيث يمكن استخدام البيانات لتحديد احتياجات العملاء وتحسين تجربتهم. كما وسيكون الذكاء الاصطناعي الأداة الأكثر استخدامًا للتسويق وتحسين تجربة العميل. سنستكشف في هذا المقال بعض تلك الاتجاهات محاولين التنبؤ بمستقبلٍ متقلبٍ وبصناعةٍ سريعة التطور.
تحليل البيانات
أصبح تحليل البيانات جزءًا حاسمًا من استراتيجيات التسويق في هذا العصر المتسم بالتقدم التكنولوجي. ساعد تحليل البيانات في السنوات الأخيرة في فهم سلوك المستهلكين، وتحديد احتياجاتهم، وتوجيه الجهود التسويقية بشكل فعّال. من المتوقع أن يتزايد دور تحليل البيانات بشكل كبير في عام 2024، إذ يمكن استخدامه لتحديد احتياجات العملاء وتحسين تجربتهم.
من المتوقع أيضًا أن يكون عام 2024عام الذكاء الاصطناعي بامتياز، إذ سيستخدم لتحليل البيانات وتحسين العمليات التسويقية وجذب العملاء، حيث أنه وبفضل التطورات في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، يمكن للشركات الاستفادة من تحليلات دقيقة للبيانات لتحقيق نتائج أفضل واتخاذ قرارات استراتيجية مبنية على البيانات التي تم جمعها من السوق.
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة في عملية التسويق
سيكون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة في عملية التسويق من أهم الاتجاهات المستقبلية في هذا المجال وأول أوائل استثمارات التطوير، حيث يمكن لهذه التقنيات تحسين كفاءة وفعالية الحملات التسويقية وزيادة معدلات التحويل والولاء للعملاء. فوفقًا لتقرير من شركة غارتنر، فإن 80% من المهام التسويقية ستكون مؤتمتة بحلول عام 2024، مما يعني أن المسوقين سيحتاجون إلى تطوير مهارات جديدة للتعامل مع هذا التغيير.
سيتزايد استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى تسويقي مخصص ومبتكر باستخدام توليد النصوص والصور والفيديوهات، وتحليل بيانات العملاء والسوق باستخدام التعلم الآلي والتحليل التنبؤي وأيضًا في إدارة العلاقات مع العملاء باستخدام الدردشات الذكية والبريد الإلكتروني المؤتمت، بالإضافة إلى تحسين أداء محركات البحث والإعلانات باستخدام التحسين الذاتي والإستراتيجيات المبنية على الخوارزميات. الأمر الذي يمثل فرصة كبيرة للمسوقين لزيادة قدرتهم على خلق قيمة مضافة للشركات والعملاء، ولكن يتطلب أيضًا تحديًا في تكيفهم مع التغيرات السريعة في هذا المجال.
وفقًا لتقرير شركة “VidenGlobe”، فإن التسويق التحادثي والتفاعلات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ستسيطر على المشهد التسويقي خلال العام المقبل. ويمكن للعلامات التجارية استخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزز لإنشاء تجارب متميزة للعلامة التجارية. وفي النهاية، يمكن للشركات الاستفادة من هذه الاتجاهات لتحسين استراتيجيات التسويق وتحقيق نجاح أكبر في السوق.
أيضًا سيكون توفير تجربة مستخدم شخصية ومخصصة أمرًا حاسمًا في عام 2024، إذ سيتزايد اعتماد الشركات على تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي لفهم احتياجات المستهلكين وتقديم تجربة فريدة ومخصصة لكل عميلٍ حسب تفضيلاته. ستستخدم الشركات لهذا الغرض أدوات مثل الاستطلاعات والتفاعلات الشخصية والتسويق القائم على السلوك لتحقيق هذا الهدف.
دور الاستدامة والتسويق الأخلاقي في التوجهات التسويقية لعام 2024
شهد العالم في السنوات الأخيرة تزايدًا في الوعي بالمسؤولية الاجتماعية والبيئية للشركات والمؤسسات، وهو ما انعكس على استراتيجيات التسويق والترويج للمنتجات والخدمات. فالمستهلكون أصبحوا أكثر تمييزًا وتفضيلًا للعلامات التجارية التي تلتزم بمبادئ الاستدامة والتسويق الأخلاقي، والتي تحترم حقوق الإنسان والطبيعة والحيوانات. وفي هذا السياق، يمكن ربط دور الاستدامة والتسويق الأخلاقي في حملة المقاطعات لمنتجات العدو بعد العدوان على غزة، والنابع من غضب ورفض المستهلكين الذين يحملون قيمًا إنسانية وأخلاقية.
سيتزايد دور التسويق الأخلاقي في العام المقبل، ويتزايد استخدامه كأداة فعالة للضغط أو التفاوض أو الاستحواذ على عملاء المنافسين، وأسلوبًا مؤثرًا لتعزيز ولاء العملاء وانتمائهم، ولإظهار جودة وتنافسية هذه المنتجات.
التسويق عبر الفيديو والبودكاست
اعتمادًا على الاتجاهات الحالية وتوقعات مستقبلية، يُتوقع أن يستمر التسويق عبر الفيديو والبودكاست في النمو والتطور في السنة والسنوات المقبلة. وبعد ازدياد الاعتماد على الفيديوهات المباشرة أصبحت الشركات أقدر على التواصل المباشر مع جمهورها والاستجابة لتعليقاتهم وأسئلتهم على الفور، مما يخلق تفاعلًا أكبر ويعزز الثقة والارتباط مع العملاء.
من المحتمل أيضًا زيادة استخدام تقنيات الواقع الافتراضي في التسويق عبر الفيديو في المستقبل، حيث ستتيح هذه التقنيات للشركات تجربة تفاعلية ومثيرة للاهتمام للعملاء، مما يساعدهم على استكشاف المنتجات والخدمات بطرق جديدة ومبتكرة.
بالإضافة إلى الفيديو، من المتوقع أن يشهد عالم البودكاست توسعًا في مجموعة المحتوى المتاحة، وسيتم إطلاق بودكاستات جديدة في مختلف المجالات والفئات، مما يلبي اهتمامات واحتياجات جمهور متنوع. سيتم توفير المزيد من المعلومات والترفيه والتثقيف عبر البودكاست.
ينتظر صناعة التسويق في عام 2024 تطورٌ مهمٌ، يتمثل في التسويق الأخلاقي وتعزيز المنتجات والخدمات الملتزمة بالبيئة والمجتمع، والترويج للمنتجات المحلية، وتجنب الإعلان عن منتجات تتعارض مع القيم الأخلاقية للشركة. يتوقع أيضًا زيادة الاعتماد على تحليل البيانات، حيث يُستخدم التحليل لتحديد احتياجات العملاء وتحسين تجربتهم. علاوة على ذلك، سيشهد عام 2024 تقدمًا كبيرًا في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث سيتم استخدامه في تحليل البيانات وتحسين العمليات التسويقية وجذب العملاء. سيكون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي والأتمتة في التسويق من الاتجاهات الرئيسية في هذا المجال، مما يتطلب من المسوقين تطوير مهارات جديدة لمواجهة هذا التغيير.