كيف سوف توثر سياسة أبل على إعلانات فيس بوك!

بدأ التحديث الأخير لنظام IOS 14 بالوصول إلى مستخدمي أجهزة آيفون بما يحمله من تغييرٍ كبيرٍ على صناعة الإعلانات بشكلٍ عام، وملايين الأعمال التي تستخدم فيسبوك كمنصةٍ للإعلان بشكلٍ خاص، حيث يمنع إطار العمل الجديد الذي أطلقته آبل تحت مسمى شفافية تتبع التطبيقات جمع بياناتٍ محددةٍ عن المستخدمين دون إذنٍ منهم.

سنتعرف في هذا المقال على تحديث نظام IOS 14.5 الجديد وتأثيره على الإعلانات وطريقة عرضها وتوجيهها إلى العملاء والمستخدمين، بالإضافة إلى الحلول والبدائل التي يمكنك اتباعها لتقليل تأثيراته على أعمالك.

 

القوة بين يدي المستخدمين

يُعيد تحديث نظام IOS 14 تسليط الضوء على خصوصية المستخدمين، ويمنع التطبيقات من جمع بياناتهم دون موافقتهم. تتعلق تلك البيانات بموقع المستخدم الحالي والشبكة المحلية المُستخدمة ومعلومات الهاتف بالإضافة إلى العمر والحالة الصحية والبريد الإلكتروني وغيرها من البيانات.

تمنع أيضاً السياسة الجديدة التطبيقات من الحصول على مُعرّف الإعلانات الخاص بالمستخدمين IDFA الذي يتعقب نشاط مستخدميّ آبل بطريقةٍ مشابهاً لما تفعله ملفات تعريف الارتباط أو الـ Cookies الموجودة على متصفحك.

يُجبر التحديث الجديد التطبيقات على طلب إذن المستخدمين عن طريق رسالة مُنبثقة تسألهم السماح بالوصول إلى تلك البيانات، ويكون للمستخدمين الحرية المطلقة في الموافقة أو الرفض.

من المرجح أن يرفض غالبية المستخدمين السماح للتطبيقات بشكل عام وفيسبوك بشكل خاص بجمع المزيد من البيانات عنهم، خصوصاً أن تاريخها في حماية بيانات مستخدميها حافل بالنقاط السوداء، وبعد ما سمعنا عنه بشكل عام من فضائح كبرى في بيع بيانات المستخدمين واستخدامها لتوجيه قرارك وسلوكياتك.

 

إعلاناتٌ أكثر، تسويقٌ أقلّ

لنفترض أن معظم المستخدمين اختاروا عدم السماح بتتبع نشاطاتهم، ولنأخذ تطبيق فيسبوك كمثال لدراسة تأثير ذلك على الإعلانات كونه التطبيق الأكثر رواجاً واعتماداً على الإعلانات، فما الذي سيحدث للحملات الإعلانية عليه وكيف سيتأثر المعلنين بعد تحديث IOS 14.5 الجديد؟

يستخدم فيسبوك مُعرّف الإعلانات الخاص بالمستخدمين IDFA من أجل توجيه إعلاناتٍ مخصصة لكل مستخدم على حدى بناءً على البيانات التي يوفرها المُعرّف وبالتالي يصل الإعلان المناسب إلى الشخص المناسب. 

أما الآن، ونظراً لتقليل قدرة فيسبوك على الحصول على IDFA المستخدمين وتتبع سلوكهم وبياناتهم، ستكون خيارات الاستهداف محدودةً مما يعيق قدرتك على إنشاء إعلانات مخصصة لجمهورك، وتصبح جهودك التسويقية وميزانيتك المخصصة أقل فائدة ومردوداً بفارق كبير. ورغم إن الإعلانات ستستمر بالظهور للمستخدمين إلى أنها ستكون عشوائية وأقل دقةً وأكثر تكلفة على المعلنين.

 

ما الحلول التي يمكنك اتباعها لتجنب تأثير تحديث IOS 14.5؟

من المؤكد أن المسوقين سيحصلون على بيانات غير كافيةٍ عن نشاط وسلوك مستخدميهم، ناهيك عن انخفاض الكفاءة والمبيعات مصحوبةً بانخفاضٍ في عائدات إعلانات تطبيق فيسبوك وصعوبة أكبر أمام الشركات الصغيرة للوصول إلى جمهورها وعملائها الحاليين والمحتملين. لكن بالتأكيد هنالك وسائل ستساعدك في تقليل تأثير التحديث الجديد على عملك، وهي:

  •  أول خطوة عليك القيام بها هي إلقاء نظرة على عدد مشترياتك وعملائك المحتملين القادمين من أجهزة آيفون، فهذا التحديث كما ذكرنا لن يؤثر إلا على مستخدمي الآيفون.
      استبعد الأجهزة العاملة بنظام iOS عند إطلاقك حملاتك الإعلانية لتوفير التكاليف في حال كانت ميزانيتك محدودة.

  • أنشئ حملات إعلانية خارج هدف التحويل Conversion مثل إنشاء قوائم بالعملاء المحتملين الجدد. بالإضافة إلى إعادة ترتيب الأحداث الإعلانية على فيسبوك من الأكثر تأثيراً إلى أقلّها.
  • ركِّز على زيادة قائمتك المتعلقة بالتسويق عبر البريد الإلكتروني واستخدم البريد لإنشاء حملات إعلانية آلية جذابة. بالإضافة إلى الاعتماد على جمع البيانات من الزبائن بشكل مباشر عن طريق موقعك الالكتروني (كون المواقع الالكترونية لن تتأثر بهذا التحديث) وتطبيق شركتك الخاص الذي يمكنك من جمع البيانات بشكل مباشر، وأيضاً يمكنك استخدام الاستبيانات لهذا الغرض.
  • قم بتسجيل نطاق شركتك الخاص على فيسبوك لتتمكن من تفعيل Conversions API وهو بديل سيمكنك من التعويض عن ضعف التسويق تجاه مستخدمي آيفون بشكل خاص بالتزامن مع البكسل.

  • والأهم من كل ذلك، هو بناء علامة تجارية يسهل تذكرها تركز على تقديم تجربة عميل  لا ينساها. وعدم الإعتماد على التسويق بشكل كامل على مواقع التواصل الاجتماعي.

مازال التأثير النهائي لتحديث IOS 14.5 على الإعلانات غير واضحٍ تماماً، لكن بدأ الكثير من أصحاب الأعمال بتجهيز خططٍ بديلةٍ لتقليل الخسائر قدر الإمكان، لذا لا تتردد في مشاركتنا رأيك إن كنت تملك حلولاً إضافيةً من شأنها تخفيف أثر التحديث الجديد على عملك.