مع انتشاره الواسع في السنوات الأخيرة، وبعد أن بلغ عدد مستخدميه حوالي مليار مستخدمٍ نشطٍ في مختف أنحاء العالم؛ يسعى انستقرام بشكل دائم إلى تطوير خوارزميته بهدف تخصيص محتوى المستخدم بشكل أكثر كفاءة.
وعلى الرغم من أن الأمر قد يُعتبر متعبًا للمسوقين وأصحاب العلامات التجارية الذين يتوجب عليهم مواكبة مختلف هذه التحديثات؛ إلا أنّ كُلًا منها يُشكل خطوةً نحو الأمام في سبيل تحسين تجربة المستخدم، إذ تسعى خوارزمية انستقرام في كل تحديث جديد إلى الاعتماد على تفضيلات المستخدم وتبنّي سلوكه لاقتراح المحتوى الأكثرُ ملاءمةً له.
كيف تقترح خوارزمية انستقرام المنشورات المناسبة للمستخدمين؟
يوظّف انستقرام الآن عدّة خوارزميات -وليس واحدة كما يسود الاعتقاد- تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدراسة سلوك المستخدمين لاقتراح محتوى ملائمٍ لهم خصيصًا، بعد أن كان اقتراح المحتوى يعتمد على الترتيب الزمني فقط.
لكل من هذه الخوارزميات عمل خاص يساهم بمقدار ما في تخصيص المحتوى ليناسب اهتمامات وتفضيلات كلِّ مستخدمٍ على حدى انطلاقًا من تطبيق المعايير التالية:
مدى الاهتمام بأحد المنشورات:
تحدد خوارزمية انستقرام أهمية المحتوى بالنسبة لأحد المستخدمين بالاعتماد على نشاطه السابق وتفاعل مع المحتوى السابق والمشابه، كما تحلل محتوى مشاركاته كافة من تعليقاتٍ وإعجاباتٍ ومشاركات. إذ يستند ترتيب الصور ومقاطع الفيديو في يومياته إلى تصنيفٍ تمنحه الخوارزمية لكل نوعٍ من المحتوى.
على سبيل المثال، لو كُنت مهتما بمجال الطعام أو الموضة، وتتفاعل دائمًا مع هذا النوع من المحتوى، تَمنح الخوارزمية هذين النوعين تصنيفًا أعلى وبالتالي يزيد احتمال ظهورهم أو اقتراحهم لك.
العلاقة مع الحسابات الأخرى
يهدف انستقرام إلى توفير أفضل تجربة للمستخدم، وهذا يتقضي عدم تفويت أي محتوى ينشره الأصدقاء أو الأشخاص المهمون أو المُقرّبون. لكن كيف يمكن لخوارزمية انستقرام تحديد هؤلاء الأشخاص؟!
تعتمد هذه الخوارزمية على عدة نقاطٍ لتقييم علاقة المستخدم بالأشخاص الآخرين، أهمها:
● متابعة الأشخاص لبعضهم البعض.
● التفاعل المنتظم فيما بينهم.
● الرسائل المتبادلة.
● عمليات البحث في الملفات الشخصية للأفراد.
أما لو كان الحسابُ لعلامةٍ تجاريةٍ، فتُقيَّمُ العلاقة بين الحساب والأفراد يزداد بزيادة تفاعل المتابعين، لذا يُنصح دائمًا بالاهتمام بجودة المحتوى والتفاعل الدائم مع المتابعين.
تحليل المنشورات بناء على الوقت
تهدف خوارزمية انستقرام إلى عرض المنشورات الأحدث دائمًا. لذا تقترح المحتوى المنشور في الفترة الزمنية الممتدة بين زيارة المستخدم الحالية وزيارته السابقة. على سبيل المثال، لو كان أحد المستخدمين يتصفح انستقرام مرتين يوميًا، مرّةً صباحًا وأخرى مساءً، عندها تفرز الخوارزمية مختلف المنشورات لتظهر تلك المنشورة ما بين آخر عمليّتي تصفّحٍ قام المستخدم بهما.عدد المرات التي تفتح فيها التطبيق:
إذا كنت تتصفح التطبيق بشكل متكرر، عندها تحاول خوارزمية انستقرام عرض أفضل المشاركات التي نشرت منذ آخر عملية تصفح لك. وكلما قلّ استخدامك للتطبيق سيتم فرز المحتوى بالاعتماد على اهتماماتك بدلًا من الترتيب الزمني.التوازن بين محتوى مختلف الحسابات التي يتابعها المستخدم:
يعتمد ترتيب المحتوى على عدد الأشخاص المُتابَعين، إذ يختلف سلوك الخوارزمية بين اقتراح المحتوى الملائم لمستخدمٍ يُتابع مئة حِساب، وآخر يُتابع بضعة آلاف. ومما لا شك فيه أنه كُلما قل عدد الحسابات الذي تتابعهم، ازدادت فرصتك في رؤية جميع المحتوى الذي ينشرونه.في الجهة المقابلة، كلما ازداد عدد الأشخاص الذين تتابعهم بدأت الخوارزمية بفرز المزيد من المحتوى لتحديد من يجب اظهاره لك في كل مرة تفتح بها التطبيق؛ وبالتالي ستبدأ بمشاهدة عدد أقل من منشورات كل حساب.
المدة التي يقضيها المستخدم في تصفح التطبيق يوميًا
يشير هذا المعيار إلى نمط استخدام التطبيق. هل يقضي المستخدم وقتًا طويلًا في تصفح المحتوى؟ أم يتصفحه بسرعة؟فإن كنت تقضي الكثير من الوقت عندها سترى جميع أنواع المحتوى المختلفة، وستقترح لك الخوارزمية حسابات جديدة استنادًا إلى تفاعلاتك السابقة. أما إن كنت تفضل التصفح السريع فتضمن الخوارزمية عرض المحتوى الأكثر ملاءمة لك.