كيف تقترح خوارزمية انستقرام الفيديوهات الأنسب لك

   بات اعتماد منصات التواصل الاجتماعي على الخوارزميات أمر لا غنى عنه، فهي ما يُسهل للمستخدمين الوصول إلى المواضيع التي تثير اهتمامهم، وتَضمن للمنصة استمرارية وديمومة تفاعل روّادها وانخراطهم في نشاطات تهمهم لتحقيق أكبر نسبة وصولٍ ودرجة نشاطٍ على تطبيقاتها الذكية. ولشدة أهمية الخوارزمية لكلٍّ من المستخدمين والشركة كحدٍّ سواء، كنت قد تناولت في مقالٍ سابقٍ الآلية التي تتبعها الخوارزمية في تقييم واقتراح محتوى صفحة الأخبار للمستخدمين (رابط المقال الأول)، لذا سأُفرد هذا المقال لشرح آلية اقتراح الخوارزمية لكلٍّ من صفحة البحث (Explorer) وفيديوهات ريلز القصيرة لكلٍّ من صفحة البحث (Reels) يتم إغلاق تنشيط الحساب بسبب مخالفة.

كيف يختار انستقرام محتوى صفحة البحث المناسب لك 

       في كل مرة تنقر فيها على تطبيق انستقرام، تَشرع خوارزميته في فحص المحتوى المتوفر لديها لتختار منه الذي سيظهر لك وبأي ترتيب، أيّ المنشورات ستَملأ صفحة البحث، وكيف سيتم ترتيب القصص والفيديوهات الحيّة والقصيرة Reels والفيديوهات الطويلة IGTV في صفحة آخر الأخبار. ولكن كيف تقرر خوارزمية انستقرام ما هو مناسب لك وفي أيّ وقت؟ يعتمد ذلك على قراءة وتحليل سلوكك وتفاعلاتك السابقة والمحتوى الذي تتابعه ثم رَبطه مع محتوى جديد ملائم لاهتماماتك.

      تحلل الخوارزمية مدى مشاهدتك لهذه الفيديوهات القصيرة وإعجابك بها وتسألك عن آرائك فيما إذا وجدتها مسليةً أم لا. تتحقق الخوارزمية أيضاً من الفيديوهات التي أحببتها قبلًا، أو علّقت عليها أو حتى شاهدتها كاملة فقط لتصبح أكثر دقّةً في تحديد المحتوى الممتع بالنسبة لك لتوليه الأفضلية لعرضه أكثر من سواه.
       وكالحال مع صفحة البحث، فإن الخوارزمية تلاحظ مع أيّ الأشخاص تفاعلت قبلًا وأحببت فيديوهاته القصيرة، لتزيد احتمال ظهور فيديوهاته لاحقًا حتى وإن لم تتابعه أو تعرفه من قبل. كذلك لا تهمل الخوارزمية محتوى الفيديو نفسه، إذ تقوم بتحليله وفهمه ككل وتتعرف على المسار الصوتي المرافق له، وتجمع كل ذلك مع شعبيته والمعلومات المتعلقة بصاحبه وتقوم بتقريبها لأنسب جمهور ملائم له، فمثلًا الفيديوهات القصيرة السياسية ستتوجه مباشرة للمستخدمين المهتمين بالسياسة والرياضية والتقنية وغيرها كذلك 

      كما رأينا فإن طريقة عمل الخوارزمية في حالتي صفحة البحث وفيديوهات ريلز متشابهة إلى حد بعيد، وتقوم بشكل أساسي على الانتباه لما يثير اهتمام المستخدم من جهة ويمتعه من جهة أخرى لضمان أفضل تجربة استخدام وقضاء أطول فترةٍ في تصفح المحتوى الذي يُناسبه.