تقسيم السوق، أنواعه، وكيفية الاستفادة منه

عندما ترغب بالتخاطب مع جماهيرك سواءً لتوجيه رسالةٍ لهم أو لاستهدافهم بإعلانٍ ما أو لإعلام العملاء المحتملين بوجودك ضمن سوق المنافسة، فمن الأفضل أن يكون جمهورك المستهدف محددًا وضيقًا قدر الإمكان لضمان وصول رسالتك إلى الأشخاص الصحيحين الذين يتمتعون باحتمالية كبيرةٍ إما للتحويل أو للشراء أو على الأقل باحتمالية ملاقاة رسالتك صدًا قويًا في عقولهم، بالإضافة لضمان الكفاءة وتوفير المال والجهد والوقت المهدور في التخاطب مع جماهير غير مهتمين بمنتجك أو خدماتك.

يلعب تقسيم السوق هنا الدور الأساسي في اختيار شريحة العملاء التي يتوجب عليك استهدافها لضمان وصول رسالتك إلى الأشخاص الصحيحين.

ما هو تقسيم السوق Market Segmentation

هو نوع من أنواع الممارسات التي تقوم بها العلامات التجارية لتقسيم السوق المستهدفة إلى مجموعاتٍ أو شرائح أصغر حجمًا وأقل عددًا يسهل إدارتها والتعامل معها. يجري التقسيم عادةً بناءً على عدة قواسم مشتركةٍ يتشاركها مجموعةٌ من الأفراد لزيادة كفاءة استهدافهم وتأثرهم بالإعلانات والحملات التسويقية. بمعنى آخر، تتمتع كل شريحةٍ من شرائح السوق بصفاتٍ ومعايير مشتركة يمكن للشركات استغلالها لصالحه لدفع تطورها نحو الأمام.

تكمن الفكرة الرئيسية في عدم قدرتك على صنع منتجٍ يروق لجميع العملاء أو تقديم خدمةٍ تحل جميع المشاكل لجميع الأفراد والأشخاص. إدراكك هذا الأمر يجعل من تقسيم السوق أمرًا بديهيًا ولا مفر منه بالنسبة لك، ويساعدك على بذل جهد أكبر في تلبية احتياجات عملائك وفهم السوق لتقسيم فطيرة السوق الكبيرة إلى قطع أصغر يمكن استهدافها بشكلٍ فعال.

 

أنواع تقسيم السوق

يمكن لأي عملٍ أو علامةٍ تجاريةٍ تقسيم السوق حسب العوامل التي تراها مناسبةً أو مشتركةً بين مجموعةٍ من المستخدمين أو العملاء، لكن بشكلٍ عام، يوجد أربعة عوامل شائعة يمكن تقسيم السوق تبعًا لها:

التقسيم الديموغرافي

يعد هذا النوع أبسط أنواع تقسيمات السوق وأكثرها شيوعًا، إذ يفترض أن الأفراد الذين ينتمون إلى تركيبة سكانيةٍ معينةٍ يتمتعون غالبًا باحتياجاتٍ مشتركة. يستخدم التقسيم الديموغرافي عوامل بسيطة لتقسيم السوق إلى شرائح مثل العمر، الجنس، العرق، مستوى التعليم، الدخل ونوع العمل أو الاختصاص.

التقسيم الجغرافي

يعتمد هذا النوع على تقسيم الجمهور إلى مجموعاتٍ بناءً على مكان تواجدهم وتوزعهم الجغرافي، إذ من الممكن أن تختلف اهتمامات واحتياجات عملائك المحتملين تبعًا لمكان إقامتهم أو إقليمهم أو مناخهم، وفهمك لهذه العوامل يحدد ما إن كنت ستوجه حملةً إعلانيةً في منطقة معينة أو إن كان من المربح التوسع في منطقةٍ أخرى. على سبيل المثال، من البديهي أن تجد شركات العصائر الباردة أو المشروبات الغازية مثل كوكا كولا وبيبسي في البلدان والمناطق ذات الحرارة المرتفعة سوقًا ضخمًا للتوسع فيه مقارنةً مع البلدان التي يميل مناخها للبرودة.

التقسيم السيكوغرافي

يعتمد هذا التقسيم على تجميع المستخدمين حسب سلوكهم، نمط حياتهم واهتماماتهم. يحتاج هذا النوع فهمًا عميقًا ودقيقًا للعملاء المستهدفين، وهذا ما يتطلب سبل بحثٍ معينةٍ مثل مجموعات التركيز والاستبيانات والإحصاءات والمقابلات ودراسات الحالات التي تعد وسائل فعالةً في الاستحواذ على هذا النوع من المعلومات.

التقسيم السلوكي

يركز التقسيم السلوكي على ردات الفعل، كسلوك العملاء والأنماط التي يتبعونها في رحلة صنع قرار الشراء. تعتبر مواقف الجمهور تجاه علامتك التجارية وطريقة استخدامها ووعيهم لها أمثلة على التقسيم السلوكي. يشبه جمع هذا النوع من البيانات طريقة جمع البيانات السيكوغرافية وحصولك عليها، يسمح للمسوقين بتطوير نهج أكثر استهدافًا وفعاليةً.

فوائد تقسيم السوق

على الرغم من الوقت والجهد والتكاليف التي تتطلبها إجرائية دراسة السوق وتقسيمه، إلا أن حملة تقسيم السوق الناجحة تختصر الكثير من الوقت والتكاليف في المستقبل وتزيد أرباحك على المدى الطويل. يشمل تقسيم السوق العديد من الفوائد، منها:

زيادة كفاءة الموارد

يسمح تقسيم السوق لإدارة الشركة أو العلامة التجارية بالتركيز على شريحة معينة فقط من العملاء عوضًا عن محاولة ترويج منتجك أو خدمتك للسوق عامةً.

صورة أقوى لعلامتك التجارية

تجبر شرائح العملاء الإدارة على الأخذ بعين الاعتبار الصورة التي يرسمها العملاء للعلامة التجارية، فما أن أصبحت أمام سوق محددةً وواضحة، توجب على الإدارة تحديد الرسالة التي ترغب بإيصالها والصورة التي يرغبون برسمها في عقول العملاء.

استهداف أفضل للحملات الإعلانية الرقمية

يمكن التقسيم السوقي الشركة من وضع استراتيجيات إعلانٍ أكثر كفاءة في استهداف الجمهور الصحيح. يضمن ذلك نجاح الحملات الإعلانية التي تستهدف عملاء بأعمار معينة أو متواجدين في نطاق جغرافي محدد أو لهم عادات مشتركة.

 

إذًا، تلجأ الشركات إلى تقسيم السوق لتفريق عملائها المحتملين إلى شرائح مختلفة لتصبح قادرةً على تخصيص الموارد المناسبة لكل شريحةٍ على حدى، ما يسمح بدوره باستهدافٍ أكثر دقة من خلال مجموعة متنوعة من الحملات التسويقية.