تموضع العلامة التجارية: أهميته، ودوره في بقائك حاضراً في أذهان العملاء.

كيفية بناء الهوية التجارية لعملائك

مهما كان نوع الصناعة التي تعمل بها أو نطاق اختصاص علامتك التجارية، فهو على الأرجح سوقٌ مزدحمٌ بالمنافسين الذين ينفقون الكثير للحصول على الحصة الأكبر من كعكة العملاء، لذا لا يمكنك التوقع من الجمهور فهم ما يميز علامتك التجارية ومعرفة لما يتوجب عليهم اختيارها من بين المنافسين من تلقاء نفسهم، إذ يتوجب عليك مساعدتهم على معرفة ذلك. يأتي هنا دور تموضع العلامة التجارية الذي يعد واحداً من أهم العوامل الأساسية في الاستراتيجية التسويقية لها -إن لم يكن أهمها.

ما هو تموضع العلامة التجارية؟

يمتد مفهوم تموضع العلامة التجارية أعمق من مجرد اختيار لوجو العلامة أو شعارها الخاص، ليعبر عن الاستراتيجية التي تتبعها لتبرز علامتك من بين جميع المنافسين، والمكانة التي يشغلها اسمها أو منتجاتها ليس في السوق فقط، بل وأيضاً في عقول عملائها، وأيضاً قدرتك على التحكم بما ترغب بأن يفكر به العملاء لحظة سماع اسم علامتك التجارية أو رؤية شعارها مثلاً.

يمكنك معرفة أنك على الطريق الصحيح لمَوضَعةِ علامتك التجارية عندما يبدأ عملاءك بإدراك مدى قيمتها وموثوقيتها واعتبارها أنها العلامة المناسبة لهم. عندما تنجح في تحقيق الشروط الثلاثة السابقة، ستكون قد وضعت علامتك التجارية في موقعٍ فريدٍ وحفرت لها مكاناً هاماً في عقول المستخدمين والعملاء. لماذا يعتبر ذلك غايةً في الأهمية؟ لأن كونك مختلفٌ عن المنافسين لا يعني بالضرورة قدرتك على الفوز بالسوق، بل لتحقيق ذلك يتوجب عليك القيام بما هو جدير بالملاحظة والاحترام والتقدير.

أهمية تموضع علامتك التجارية

يسمح تموضع العلامة التجارية للشركة بحجز مكانةٍ لها في السوق وعقول المستخدمين، وتمييز نفسها عن باقي المنافسين، وهذا يؤدي بدوره إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية وتوضيح قيمتها وتبرير أسعارها، كل ذلك يساهم في نهاية المطاف في زيادة أرباحها.

يُعتبر موضع علامتك التجارية أيضاً عنصراً أساسياً يرتبط بشكلٍ مباشر بهويتها التي ما أن تنجح في ترسيخها في أذهان عملائك صرت قادراً على الإجابة عن الأسئلة التالية: كيف أرغب بأن يتذكرني العملاء، ومتى أرغب في أن يحدث هذا؟ فإذا نجحت في ذلك، تكون قد كونت فكرةً لدى المستخدمين ليربطوها بعلامتك التجارية وحدها دوناً عن غيرها. تولد هذه الفكرة خلال تطوير استراتيجية التموضع، وحالما تنضج وتصبح واضحة، تتكفل الاستراتيجية في غرسها في أذهان العملاء.

لماذا يجب أن تكون علامتك التجارية حاضرةً دائماً في أذهان العملاء

عندما تطلب من أي شخصٍ تسمية نوع مشروبٍ غازي، ستكون بيبسي هي أول اسمٍ يخطر في باله. وغالباً سيكون Colgate هو أول اسم يذكره لو كان سؤالك عن معاجين الأسنان. وسواءً سألت شخصاً في الصين أو في أفريقيا الجنوبية عن أفضل مكرونة سريعة التحضير، سيكون جوابه على الأرجح هو اندومي.

إن اعتبارها الأفضل من بين العملاء، يمكن الشركة من الحصول على حصةٍ كبيرةٍ من السوق والعمل بشكلٍ مستدام. توضح الأمثلة التي ذكرناها سابقاً ذلك، لتخبرنا تجاربها أن كونك الأول هو النهج الأكثر وضوحاً لجذب المزيد من العملاء.

كيف تبني موضعاً فريداً لعلامتك التجارية

تلك ليست بالمهمة السهلة أبداً. ففي هذه الأيام، تفتقر الكثير من الشركات الرؤية والدافع والقدرة على موضعة نفسها بشكلٍ فعالٍ في المكان الصحيح. كما تضل العديد منها طريقها نحو ذلك عن طريق اتباع نهج تقليد المنافسين الناجحين ونسخ رؤيتهم ورسالتهم في سبيل صنع قراراتٍ سهلةٍ وآمنة. لكن تلك ليست الطريقة الصحيحة للقيام بذلك.

لبناء علامةٍ تجاريةٍ ناجحة، عليك أولاً معرفة جمهورك بدقة، معرفة ما يعجبهم وما يبغضهم، وكيف ينظرون للمشكلة التي يعانون منها وكيف يتوقعون منك حلها. عليك أيضاً معرفة منافسيك والمكانة التي يشغلونها في عقول الجمهور المشترك بينك وبينهم ليسهل عليك إيجاد الثغرات التي تستطيع من خلالها زيادة مكانتك على حساب مكانة منافسيك.

حالما تجمع تلك المكونات مع القليل من الإبداع والابتكار ستكون قادراً على إيجاد العامل الذي يميزك عن المنافسين لتستخدمه لاحقاً في صالحك لكسب المزيد من الحصة السوقية. فإذا كان بحثك عن تلك الثغرات شاملاً بما فيه الكفاية، وإبداعك في استغلالها لإيجاد حلولٍ تميزك عن منافسيك واضحٌ بما فيه الكفاية، فسيحجز جمهورك لعلامتك التجارية مكاناً في عقولهم تلقائياً.

 

لطفاً، قم بإدخال مفتاح الدولة، مثال: 973XXXXXXX

شكراً لك..

تم تسجيلك في القائمة البريدية بنجاح!


كما رأينا، فالعلامة التجارية القوية تصنع فارقاً كبيراً عند دخولها ساحة المنافسة في أي سوقٍ كان، وهذا ما يتطلب استراتيجيةً فريدةً لجذب انتباه العملاء المستهدفين وتنمية العلامة بشكلٍ ناجح، وهذا ما سنتكلم عنه بالتفصيل في مقالاتنا القادمة.